تقع وصاب في جنوب غرب ذمار
وتنقسم إلى مديريتين وصاب العالي
مركزها ( الدن ) ووصاب السافل مركزها ( الأحد ) وتنقسم كل مديرية إلى عزل ، تتصل
وصاب من شمالها بوادي رماع الفاصل بين وصاب وريمة ، ومن جنوبها بوادي زُبيد ـ بضم
الأول مع التصغيرـ الفاصل بين وصاب وحبيش والعدين ، ومن شرقها بمديرية عتمة وقفر
حاشد العائد إلى مغرب عنس وإلى مديرية يريم ومن غربها بزَبيد ـ بفتح الأول ـ في
تهامة الغربية .
يشير القاضي " الحجري " في
" معجمه " عن العلامة الحبيشي أن وصاباً سميت باسم " وصاب بن سهل بن زيد بن عمرو
بن قيس بن معاوية بن جشم العظمى وينتهي نسبه إلى حمير الأكبر " ومنهم من يقول لها
إصاب وهو الاسم الأصلي ثم أبدلت الهمزة واواً أما عند " الهمداني " في كتابة "
صفة جزيرة العرب " فان وصاب هي جبلان العركبة ويشتمل على مخلاف نعمان عركبة أي
وصاب السافل والعالي وهو بلد واسع رخي طيب الأرض مبارك الأجواء زكي الأرجاء وله
تاريخ مستقل ويسكنها بطون من حمير من نسل جبلان وحي الصرادف من بني حي بن خولان
وهي وملوكها ، وقال : " ياقوت الحموي " صاحب " معجم البلدان اليمانية " أن وصاب
أسم جبل يحاذي زبيد باليمن وفيه عدة بلاد وقرى وحصون
.
وفي وصاب السافل من الجبال
جبل قور في أعلاه أثار عمارة قديمة وجبل المصباح وجبل بني معانس وجبل بني علي
وجبل بني حي منها جبل القاهرة فيه عمائر قديمة وجبل غراب وغيرها ومن علماء وصاب
بني الحبيشي ومنهم صاحب تاريخ وصاب عام ( 734 هجرية ) ومن أسلافه وقرابته جملة من
العلماء منهم " أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن سلمه الحبيشي "
المتوفي عام ( 780 هجرية ) ومن
مصنفاته ( نظم التنبيه ) ومنهم " أحمد وموسى أبنا يوسف بن موسى بن علي التابعي
الحميري " ، وكذلك الشاعر المعروف " بأبن مكرمان البرعي الحميري " من أعلام (
المائة السادسة الهجرية ) والأديب المشهور " عبد الرحمن البرعي " من أعلام (
القرن الحادي عشر الهجري ) ويصف القاضي " الحجري " العلامة " الحبيشي المذحجي "
صاحب وصف تاريخ وصاب المسمى " الاعتبار في التواريخ والاخيار " يصف مدينة وصاب القديمة ( العركبة )
بأنها مدينة عظيمة وكان سورها على رؤوس الجبال وكان بها أربعة أبواب إلى كل جهة
باب وبابها الغربي بين جبلين مستقيمين يدخل منه من أتى من التهائم ودون هذا الباب
الغربي نهر جار دائم وجسر وإليها أنهاراً من جهة المشرق يدخلونه إلى قصورهم
وبيوتهم ومساجدهم ومن غربي المدينة أنهاراً دائمة تسقي أرض ( سخمل ) وهي مدينة
قديمة من زمن الجاهلية وكان ملوكها من الشراحيين من حمير ، قال وسبب خرابها السيل
وانتقال أهلها إلى جبل قريب منها يسمى ( غيثان ) ومحل العركبة يقع حالياً ما بين
مخلاف القائمة ومخلاف الجبجب من وصاب العالي ومن مخاليف وصاب العالي أيضا مخلاف
بني الحداد وفيه حصن ومخلاف النعمان وفيه مركز الناحية ( الدن ) ومن العزل في هذا
المخلاف عزلة الهجرة وعزلة الشريقى وعزلة الاصلوح وعزلة الروضة وعزلة جله وعزلة
ظلاف وعزلة الكلبيين وعزلة جران وعزلة مذلب ثم مخلاف بني مسلم وفيه حصن السدة مـن
عزلة الصلول وحصن الحمراء والمصنعة من عزلة قاعدة وهي في الأصل حصن الشرف ، وعزلة
الاحيام وعزلة المربعة وعزلة الزيادي وعزلة القدمة وعزلة بهوان وعزلة المعشار ثم
مخلاف ( جعر ) ومنه عزلة بني كنده وفيها حصن جعر وحصن مدنن وعزلة بني حفص وعزلة
بني الحبيشي وعزلة حذمان . ومخلاف ( كبــود ) ومنه عزلة زاجر وفيها قلعة الوايلي
وعزلة النشم وبها حصن النشم وعزلة مذحج وبلاد قوازي وبني الزايري .
ومن المعالم الأثرية التي
تزخر بها وصاب ( قبة عراف ) تقع على بعد ( 21 كم ) في الشمال الشرقي من مركز
مديرية وصاب العالي ( الدن ) .
1- قبة عراف
:
- الوصف المعماري :- تتكون
القبة من قاعدة مربعة طول ضلعها ( 9.20 م ) تنتهي بشرفة يرتفع عليها مثمن قصير
يرتكز على رقبة إسطوانية عليها مقرنصات ، وتغطيها قبة دائرية، لها بابان شرقي
يعلوه عقد دائري ، والآخر جنوبي عليه عقد هلالي مفصص ، كما يفتح في كل واجهة من
واجهات المبنى نافذتان ، وجميع النوافذ يعلوها عقود ذات ثلاثة فصوص ، ويتوج عقود
الأبواب والنوافذ إطار زخرفي من الأحجار الصغيرة مغطاة باللون الأسود ، ويوجد في
منتصف جدار القاعدة ونهايتها حزامان يدوران في كل اتجاهات المبنى ، وكل حزام مكون
من صفين صغيرين من الحجارة الصغيرة المغطاة باللون الأسود ، ويحصر الحزامين في كل
واجهة نجمتان مثمنة مزخرفة بحجارة صغيرة ، ويتوسطها نافذة دائرية مفصصة ، ويوجد
في زوايا قاعدة القبة شرفات مثلثة الشكل ، أما رقبة القبة تتكون من صفين من
الحنايا الركنية تنتهي بشرفة دائرية وتدور بها شرفات على شكل ورقة نباتية وتنتهي
القبة بهلال من النحاس ، أما من الداخل فقد استخدم جزء من القبة كمقبرة لأسرة "
المثنى " حيث يوجد بها ( عشرة قبور ) أربعة منها توجد عليها أضرحة خشبية إلا أن
كثيراً من أجزائها قد نهبت والمتبقي منها كثير من الزخارف قوامها أشرطة نباتية
وكتابية وأشكال هندسية جميعها منفذة على الخشب بطريقة الحفر الغائر ويوجد في
الجدار الشمالي للمبنى خزانان يتوسطها المحراب استخدمتا لوضع المصاحف
.
ـ المحراب : يتكون المحراب من تجويف معقود بعقد مدبب
الشكل تعلوه حلية زخرفية بارزة تأخذ شكل العقد المدبب ، ويتوج المحراب عقد مفصص
ذو سبعة فصوص ويزخرف الجزء العلوي من الحنية زخارف جصية تتضمن كتابات يحيط بها
إطار من الزخارف النباتية والهندسية .
أما الطاقية فتزينها زخارف
كتابية قوامها البسملة وسورة الإخلاص على أرضية نباتية وهندسية ، وعلى جانبي
المحراب حشوتان زخرفيتان تأخذان الشكل المستطيل نفذت عليها زخارف كتابية جصية ،
ويحيط بكتلة المحراب شريط زخرفي عريض يأخذ شكلاً مدبباً ، وتزينه كتابات بخط
الثلث المركب يتوسط قمة العقد عبارة تقرأ : ( الملك لله ) ، ويتضمن الشريط الذي
يدور حول المحراب سورة تبارك : ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها
رجوماً للشياطين ) ، يـعـلـو هـذا الشريط شكل آخـر أصغر حجماً يتضمن نصاً قرآنياً
: ( أنا فتحنا لك فتحاً .. ) ، وينتهي هذا الشريط بشكل دلايات تأخذ شكل الورقة
الثلاثية وأشكال الدوائر ، والمنطقة المحصورة بين العقد زينت بأشكال زخرفية تنتهي
من أعلى وأسفل بورقة ثلاثية ، ومن الزخارف الموجودة في الحنية شريط كتابي عريض ملون يدور بجميع
الاتجاهات من الداخل ، وفي منتصف كل ضلع من أضلاع المبنى نافذة مفصصة يكتنفها من
الجانبين دائرتان مليئتان بالآيات القرآنية والزخارف النباتية
.
أما رقبة القبة فتقوم على
أربع حنايا ركنية خالية من الزخارف وتتكون من صفين من المقرنصات الترسية يفصل
بينها نوافذ صغيرة مصمتة ذات عقود زينت بكتابات قرآنية على أرضية من الزخارف
النباتية ، ويؤطره من أعلى حزام زخرفي من الشرفات التي قوامها الورقة الثلاثية ،
ويغطي مركز القبة آيات قرآنية ، ويوجد عليها ثمان جامات موزعة على جدار القبة ،
وبصورة عامة فإن هذه تكتسب أهمية من الناحية المعمارية وطرازها الزخرفية البديعة
ولها أهمية -أيضاً - من الناحية التاريخية والأثرية .
المصدر
* المركز الوطني للمعلومات والحكومة الإلكترونية