اهلا وسهلا بكم في موقع محافظة ذمار على شبكه الانترنت
 

 

مديرية عنـــــــــــــــــــــس

أ - مدينة ذمار - المركز الإداري للمحافظة :

- ومن المعالم الأثرية في مدينة ذمار المعالم التالية :

1 - الجامع الكبير : يعد جامع ذمار من المساجد القديمة بعد جامع صنعاء ، ويذكر الرازي هذا الجامع بقوله : ( حدثني القاضي " الحسين بن محمد " قال : ذكر لي جدي أن أهل الصوافي ما أصفاه عمر بن الخطاب من أرض باذان ومنها عليب ومنها ضيعة بالمنشر وسوق باذان قال القاضي يعني سوق ذمار ، وحكى لي أن جده قال كان بين عمارة مسجد صنعاء وبين مسجد ذمار أربعون يوماً وهو المسجد الثاني ثم مسجد الجند ويقول القاضي " حسين السياغي " أن أصل مسجد جامع ذمار من بناء الصحابة رضي الله عنهم الذين تولوا اليمن بأمر النبي ( ص ) ثم وسعه الملوك من بعد حتى صار إلى ما هو عليه الآن ) ، ولم يشر " السياغي " إلى هؤلاء الملوك الذين قاموا بتجديد الجامع بعد تأسيسه ؛ إذ أن هذا يفتقر إلى المصادر التاريخية ، ولا يزال تاريخ هذا الجامع يكتنفه الغموض خاصة في الفترة التي تقع بين تاريخ تأسيسه وتجديد سيف الإسلام " طغتكين بن أيوب " – وذلك في الفترة التي استولى فيها على ذمار- وبين تاريخ وفاته ( 579 - 593 هجرية ) ، أما التجديد المؤكد تاريخياً – ومن خلال الأشرطة الكتابية بالجامع – فهو التجديد الذي قام به عز الإسلام "محمد بن الحسن بن القاسم" إذ يذكر صاحب ( طبق الحلوى ) في حوادث سنة ( تسع وسبعين وألف ) ذلك بقوله :      ( ومن مآثره الحميدة توسيع جامع ذمار من جهته الغربية قدر الثلث وعمارة منارته بعد نقضها ، ولا تزال توجد بقايا من شريط كتابي يدور حول الرواق الغربي ، وفي نهايته عند الناحية الجنوبية كتابة تشير إلى تاريخ التجديد الذي تم في هذا الجزء سنة ( 1057 هجرية ) ، وعلى امتداد الجدار الشمالي للرواق الشرقي يوجد شريط به زخارف كتابية بخط النسخ نصها :- بسم الله الرحمن الرحيم ، أمر بهذه المقصورة وإنشاء هذه الزيادة والتوسع (… ) مولانا الأفضل العلامة ناظم أمر الأمة الأمجد الهمام ملك الإسلام " عز الإسلام محمد بن الحسن القاسم بن محمد " المتقدم ذكره في الطراز من الجامع الغربي وعامله الله بالحسنى في الدنيا والآخرة في شهر شعبان عام             ( 1057 هجرية )  .

وتلقى المصادر التاريخية الضوء على أهمية هذه الأشرطة الكتابية وما ورد بها من تواريخ ومعلومات هامة إذ يذكر ( صاحب طبق الحلوى ) في حوادث سنة ( 1057 هجرية ) ، وهي السنة التي تم فيها تجديد الجامع من قبل " محمد بن الحسن القاسم " بقوله : ( وفيها ارتحل عز الإسلام محمد بن الحسن عن ذمار إلى محروس صنعاء  فوصلها في ملك جسيم وقدر عظيم وأبهة منشودة وجيوش محشودة ، ولما استقر في برج طالعه الأعز سكن في دار مسجد الأزهر وانتقل في سائر الأبراج تنقل البدر ومد يده إلى الحل والعقد والنهي والأمر، وابتهجت بمقدمه السعيد بلده سام وانتظمت اسمه خطب الجمعة ) ، وتؤكد الألقاب التي وردت في هذه النصوص الكتابية وخاصة لقب ملك الإسلام مدى ما تمتع به " محمد بن الحسن " في ذلك من نفوذ سياسي حتى أن اسمه ذكر في خطب الجمعة ، ويعطي ذلك تفسيراً واضحاً على إقدام " محمد بن الحسن " على تجديد جامع ذمار الكبير في نفس هذا العام ( 1057 هجرية ) ، وخاصة في الناحية الغربية والمقصورة وتجديد المنارة .

التخطيط المعماري لجامع ذمار :- شيد الجامع بأحجار الحبش السوداء وبأحجار بلــق مهندمة نقلت من خرائب قديمه يظهر على بعضها كتابات بخط المسند ونقوش عربية متأخرة كلفظ الشهادتين وغيرها ، للجامع مدخلان مقببان في الضلع الغربي ومدخل آخر مشابه لهما في الناحية الجنوبية مع مدخل أحدث مؤخراً في الضلع الشمالي ، وبوسط الجامع فناء مستطيل الشكل أبعاده   ( 70 × 16 × 5 × 12 م ) رصف بالحجر الأسود ، وتحيط به أربعة أروقة على النحو التالي:-

- الرواق الشمالي :يتكون الرواق الشمالي من أربع بلاطات بواسطة ثلاث بائكات تسير عقودها

المدببة الشكل موازية لجدار القبلة وقد حملت هذه العقود على أعمدة مستديرة ، وهي ذات تيجان متنوعة الطراز ، ويوجـد بجـوار القبلـة محرابـان الأول فـي الناحيـة الشرقيـة في جـدار القبلة ، وقد طمست ( عناصره الفنية ) الطلاء والزخارف التي كانت تعلوه ، وفوق تجويف المحراب عقد مدبب الشكل بينما يتوج مدخل حنينة المحراب عقد مفصص محمول على عمودين ، وقد شاع استخدام هذا النوع من العقود في محاريب المساجد اليمنية ، أما المحراب الثاني فيعلو تجويفه عقد مدبب يرتكز على عمودين مغلقين ، ويمتاز بزخارفه الكتابية والنباتية المتمثلة بالزخرفة العربية المورقة بالورود ذات الثمان بتلات فضلاً عن زخرفته الجديدة ، ويوجد أعلى هذا المحراب بقايا من السقف القديم للجامع حيث لا يزال هناك أربع مصندقات خشبية مزينة بزخارف ملونة تتمثل في أوراق ثلاثية الفصوص يحيط بها إطارات من حبات اللؤلؤ ، وعلى يسار المحراب يوجد المنبر الخشبي العتيق الذي يعد من أقدم المنابر الخشبية في اليمن .

- الرواق الشرقي :يتكون الرواق الشرقي من أربع بلاطات بواسطة ثلاث بائكات ، تسير عقودها المدببة الشكل والنصف دائرية عمودية على جدار القبلة ، ويوجد في هذا الرواق محراب مجوف مزين بزخارف وآيات قرآنية بخط النسخ ، وعلى جانبيه شريط كتابي يشتمل على بعض الآيات القرآنية والنصوص التاريخية التسجيلية ، ويبدو واضحاً أن هذا الرواق الشرقي من المسجد قد اتخذ كمسجد مستقل حيث عزل بجدار حديث من الحجر ، وفتح فيه مدخلان يوصلان بينه وبين الفناء المكشوف .

- الرواق الغربي :يتكون الرواق الغربي من قسمين الأول في الجهة الشرقية ، ويشتمل على ثلاث بلاطات بواسطة ثلاث بوائك ترتكز عقودها على أعمدة ودعامات ، ويتوسط الجدار الشمالي في هذا الجزء محراب مجوف مزين بكتابات بالخط الكوفي وخط النسخ ، تتضمن بعض الآيات القرآنية ، أما القسم الثاني يتكون من أربع بلاطات بواسطة  ثلاث بوائك ترتكز على أعمدة ذات ثلاث قطاعات مختلفة ، منها الدائري والمثمن ، ويمتاز سقفه بأنه أكثر ارتفاعاً من سقف القسم الأول أيضاً ، ويتوسط الجدار الشمالي لهذا القسم محراب مزين بزخارف كتابية تتضمن بعض الآيات القرآنية الكريمة .

الرواق الجنوبي :يتكون الرواق الجنوبي من بلاطتين بواسطة صفين من البائكات ، ترتكز عقودهما المدببة على دعامات مضلعة ذات تيجان مختلفة ، وتظهر في الواجهات المطلة منها على الفناء زخارف جصية مشوهة ، ويغطي هذا الرواق سقف مستوٍ مستحدث استخدمت فيه الأخشاب الأصلية للجامع ، وهي ذات زخارف وألوان مختلفة ، وهناك قبة بامتداد البلاطة الأولى لهذا الرواق ذات طاقة صماء وتزينها زخارف ونقوش بالخط الكوفي ، ويفتح في هذا الرواق مدخلان أحدهما يؤدي إلى المئذنة والثاني يـؤدي إلى أحواض الوضوء وإلى الرواق الشرقي للمسجد .

- المنـارة : تشغل المنارة الزاوية الجنوبية الغربية للجامع ، وهي في حد ذاتها قطعة معمارية فنية على جانب كبير من الأهمية حيث تقوم على قاعدة حجرية مربعة مرتفعة يعلوها ( حوض متسع ) ، يقوم عليه بدن مضلع ومجوف غني بالزخارف من الآجر المستخدم في بناء هذه الدورة والدورات التالية ، حيث توجد شرفة يعلوها بدن مستدير مغطى بطاقية المنارة ، وما من شك فإن أهمية جامع ذمار بين العمائر الدينية الإسلامية في اليمن تبدو واضحة تماماً خاصة بالنسبة لأهمية التجديدات التي لحقت بالجامع على مر العصور الإسلامية .

-المنبـر :يعتبر منبر الجامع الكبير في مدينة ذمار من أقدم النماذج للمنابر الخشبية في اليمن ، فضلاً عن أنه يعتبر حلقة وصل بين طراز المنابر الخشبية في اليمن في هذه الفترة وما تلاها من فترات ، إضافة إلى تأثير هذا المنبر على المنابر في بعض المساجد الأخرى ، وفي نفس الوقت يعد منبر جامع ذمار الكبير أقدم منبر إسلامي يشتمل على زخارف نفذت وفقاً للأساليب الزخرفية التي عرفت بطراز ( سامرا الثالث ) وطراز سامرا المتأخر في ( القرن الرابع الهجري ) .

التكوين العام لهذا المنبر يتمثل في المدرج ومجلس الخطيب ، ويشتمل المدرج على باب المنبر والريشتين والسلم وسياجه ، أما مجلس الخطيب فتشتمل على الجوسق ، ومن الواضح أن هذا المنبر قد طرأت عليه تجديدات في فترات مختلفة ، ويذكرنا تكوين هذا المنبر بمنبر جامع ذي أشرق ( 421 هجرية ) ومنبر جامع السيدة " أروى بنت أحمد " في مدينة جبلة ( 492 –532 هجرية ).

الأساليب الزخرفية على المنبر تنقسم إلى قسمين أساسيين ، وهي الزخارف العتيقة ، تتمثل في عناصر كؤوسية كاملة وأوراق جناحية ووريقات من ثلاث فصوص ، وكذلك خطوط حلزونية كأنها ناقوس مقلوب أو إناء للزهور ، وتظهر هذه العناصر في حشوات المنبر أسفل مجلس الخطيب ، ومن أهم الزخارف تلك التي تزين الحشوة المعقودة في الجهة الجنوبية من مربع مجلس الخطيب إذ تشتمل على عنصري الورقة الجناحية وورقة جناحية محفورة تشبه الكمثرى ، أما القسم الثاني في زخارف منبر جامع ذمار تتمثل في زخارف كتابية لآيات قرآنية وعبارات دعائية ، وكذلك زخارف هندسية في سياج المنبر والحشوة الوسطى من حشوات الجزء العلوي إضافة إلى زخارف عربية إسلامية مورقة ( الأربيسك ) ، وقد استخدم في عمل هذه الزخارف أسلوب الحفر المائل ؛ ومما هو جدير بالذكر أن هذا المنبر دُوِّن تاريخه في الحشوة الواقعة خلف مجلس الخطيب بالخط الكوفي المورق نصـهـا : ( عمل هذا المنبر في شهر جمادى الآخر سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وصلِّ على محمد )  .

وفي الجنوب الغربي للجامع يوجد قبر الإمام المشهور المؤيد "  يحيى بن حمزة  " الذي حكم في الفترة (( 729 - 749 هجرية ) ـ ( 1329 - 1248 ميلادية )) ، كما توجد في الجهة الشمالية الشرقية لبيت الصلاة غرفة تحوي تابوت قبر الإمام ، غطاء القبر مصنوع من الخشب المحفور وعلى الجوانب توجد كتابات قرآنية وعلى الجانب الشمالي يوجد تاريخ وفاة الإمام ( 749 هجرية ـ 1348 ميلادية ) وهذه الغرفة منفتحة نحو الشرق على مقبرة صغيرة يوجد فيها بعض القبور مع شواهد تاريخية  . 

2 - المدرسة الشمسية : من الآثار الإسلامية في مدينة ذمار المدرسة الشمسية التي تعد من أهم المعالم الأثرية الإسلامية التي لا تزال عامرة وتقع في حي الجراجيش ، وقد بناها الإمام المتوكل  " يحيى شرف الدين بن المهدي أحمد  " الذي حكم في الفترة (( 912 - 965 هجرية ) ـ ( 1506 - 1557 ميلادية )) ، وكان معاصراً لعامر بن عبد الوهاب الذي بنى المدرسة العامرية في رداع سنة ( 910 هجرية ) بنيت المدرسة الشمسية سنة ( 950 هجرية - 1544/1543 ميلادية ) ، وسميت الشمسية نسبة إلى أحد أبناءه وهو الأمير " شمس الدين " ، أما المطاهير والمنارة بناهما الوالي العثماني " محمد علي باشا " سنة ( 1155 هجرية ) ، ويضيف " القاضي الأكوع " في كتابه " المدارس الإسلامية في اليمن " أنه كان للمدرسة مكتبة نفيسة موقوفة ،  وكانت إلى بضع سنوات خلت صرحاً من صروح العلم حيث كان يفد إليها طلبة العلم للدراسة في كل عام من شتى المناطق بالإضافة إلى الطلاب من المدينة نفسها ومن نواحيها ، وكان طلاب العلم الوافدون إلى ذمار يعرفون بالمهاجرين يقيمون في منازل ( أي حجرات ) ملحقة بالمدرسة الشمسية ، وكانت بعض هذه المنازل معروفة بأسماء أسر تتوارث الإقامة بها خلفاً عن سلف لطلب العلم ، وكان يعيش أغلب الطلاب على ما يقدمه لهم بعض بيوت المدينة من مساعدة ، ومع شظف العيش فقد كان هؤلاء الطلاب يحققون قدراً عظيماً من المعرفة ، وقد درس بهذه المدرسة منذ إنشائها جمع غفير من العلماء ليس من السهل حصرهم ، ومن هؤلاء " إبراهيم بن يوسف " الذي كان إماماً في الفقه محققاً ومناظراً ليس له نظير في الإصابة والحفظ توفي في ذمار سنة ( 1041 هجرية ) ، كما درس بها " مهدي بن علي الشبيبي " ، وهو عالم محقق للفروع مشارك في غيرها توفي سنة ( 1107 هجرية ) في ذمار .

ومن الفقهاء الذين درسوا في المدرسة الشمسية " حسن بن عبد الله بن أحمد بن حاتم الريمي " ، تولى القضاء في ذمار " للمنصور الحسين بن القاسم " توفي سنة ( 1149 هجرية ) ، ودرس بها " زيد بن عبد الله الأكوع " ، له أجوبة مفيدة وحواش وتقارير على شرح الأزهار ولد سنة          ( 1081 هجرية ) ، ومات في سنة ( 1166 هجرية ) ، كما درس بها " الحسن بن أحمد بن الحسين بن علي بن يحيى الشبيبي " ، له في هوامش شرح الأزهار في فقه الأئمة الأطهار تولى القضاء أياماً في تعز نيابة عن القاضي " أحمد بن مهدي الشبيبي " توفي سنة ( 1169 هجرية ) ، ومن الأعلام المتأخرين ، درس في هذه المدرسة كوكبة من العلماء والفقهاء في شتى العلوم ، ومن هؤلاء " يحيى بن محمد بن يحيى بن سعيد العنسي " توفي سنة ( 1313 هجرية ) ،         و " عبد الله بن أحمد بن علوان الشماحي  " ، توفي سنة ( 1305 هجرية ) وغيرهم ، وتكتسب المدرسة الشمسية في ذمار أهميتها الخاصة بالنسبة لمن درس بها وساهم بعلمه في إثراء الحياة الدينية في اليمن .

- التخطيط المعماري : تتألف المدرسة الشمسية من بيت الصلاة تحيط به أبنية لسكن الطلاب من الناحية الجنوبية وملحقاتها يتكون بيت الصلاة من خمس بلاطات بواسطة أعمدة رشيقة تحمل عقوداً مدببة ، ويزين الجدران الأربعة في بيت الصلاة نصوص كتابية بخط النسخ ، تحمل آيات قرآنية واسم المنشئ إضافة إلى الزخارف الجصية في كتابة المحراب وأعلى المداخل ، وفي الناحية الجنوبية لبيت الصلاة فناء مكشوف يتوسطه بركة مياه يقابلها مساكن الطلبة إضافة إلى المئذنة والمطاهير  .

3 - هِرَّان ( حصن هِرَّان ) : هِرَّان  ـ بكسر الهاء وتشديد الراء الممدودة وآخره نون ـ ، يقع ( حصن هِرَّان ) إلى الشمال  من مدينة ذمار بمسافة ( 2 كيلومتر ) تقريباً ، وهو حصن لا يزال يؤدي مهمته ، ويقـع على جبل بركاني كانت به قرى عامرة وقصور عالية وفيه مآثر حميرية ، وقد ورد اسم هران في النقوش اليمنية القديمة تحمل اسم وادٍ ثم مبنى أو برج ، كما توجد أسماء تحمل اسم هِرَّان منها هِرَّان بلد ووادٍ من بلاد بكيل من ناحية ذيبين ، وهران سد حميري من حقل بلاد يريم ، ويعد حصن هِرَّان أحد الحصون الثلاثة الهامة التي تحيط بمدينة ذمار إضافة إلى حصن ( يفع ) غرباً وباب الغلال شرقاً ، تشير الشواهد واللقى الأثرية المتناثرة على سطح الموقع أن الحصن استوطن في فترات زمنية مختلفة ترجع إلى عصر ما قبل التاريخ وفترة ما قبل الإسلام وفترات الحضارة الإسلامية المتلاحقة .

وتأتي أهمية حصن هِرَّان التاريخية من حيث موقعه الهام شمال المدينة ويشرف على عدة وديان وقيعان صغيرة نسبياً تفصلها أرض مرتفعة مثل بلسات وقاع جهران قرب معبر وقاع عراظ أو عراد شرقي ذمار وقاع شرعة إلى جنوبها ، وقد حوت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير من الأخبار عما جرى من الأحداث التي توالت على هذا الحصن عبر قرون طويلة ، ومن هذه الأخبار أن الحصن كانت تقطنه قبيلة ( جنب ) التي كان لها صولات وجولات في التاريخ إلى نهاية         ( القرن التاسع الهجري ) ، حيث توالت عليها المحن فانتقلت إلى مغرب عنس ، وقد سمي بعد انتقالهم إليها بمخلاف الجنبين ، وأول إشارة تاريخية له كانت في سنة ( 292 هجرية ) عندما سار " علي بن الفضل " إلى ذمار فوجد جيشاً عظيماً في هِرَّان من أصحاب الحوالي ثم كتب " علي بن الفضل " إلى صاحب هِرَّان واستماله حتى والاه ، وصاحب هِرَّان إشارة إلى قبيلة جنب التي وصفت أنها قبيلة عاتية آنذاك ، وكان " عيسى بن معان اليافعي " والياً على ذمار من قبل " بن أبي يعفر" ، وكان " علي بن الفضل "  قد قام بنشر المذهب الإسماعيلي في اليمن ومعه " منصور بن حوشب " ، وفي إشارة تاريخية في سنة ( 418 هجرية ) تـذكـر أنه سار " عبد المؤمن بن أسعد بن أبي الفتوح " إلى الهان فتلقته عنس ومن إليهم إلى ضاف فلبث فيها ( سبعة أيام ) ثم توجه إلى ذمار وأمر بإعادة عمارة حصن هِرَّان ، ومع انتشار الدعوة الفاطمية في اليمن وقيام الدولة الصليحية      يذكر أن أحد الداعين واسمه " المعيد لدين الله " قد قتل في سنة ( 420 هجرية ) في هِرَّان وهو في قبيلة جنب ، وفي عهد الملك الصليحي المكرم " أحمد بن علي بن محمد الصليحي سنة           ( 459 هجرية ) قامت عدد من القبائل اليمنية بالتمرد على طاعة الدولة الصليحية إذ وصف أنه أخذ الموالون ينقضون عهودهم حتى خرج أمر الصليحيين من كافة بلاد اليمن ولم يبق لهم إلا التعكر ؛ وكان المتمردون قد حاصروه ، كما حاصروا " مالك بن شهاب الصليحي " في حصن مسار، وتآمرت القبائل من كحلان وهِرَّان وعنس وزبيد ويحصب على الصليحيين وامتدت العدوى إلى صنعاء نفسها حيث كان المكرم " أحمد الصليحي " يقيم مع جماعة من خلصاء أتباعه ، وفي إشارة تاريخية أخرى تشير أن المكرم " أحمد الصليحي " قد أخذ مع أنصاره الذين استولوا على حصن هِرَّان بعد انتصار حققه القائد " إسماعيل بن أبي يعفر الصليحي "  الذي استمات في الدفاع عن كيانهم وانتصر بجبهة كحلان وهِرَّان ، ويحصب ورعين وأنهم أدانوا له بالطاعة بعد حرب سجال ، وبعد هذه الفترة تأتي إشارة تاريخية قـرب ( نهاية منتصف القرن السادس الهجري ) وبالتحديد في عهد السلطان " حاتم بن أحمد بن عمران " سنة ( 545 هجرية ) خرج هذا الإمام من صنعاء إلى موضع يقال له شعب الجن من ظاهر نقم عندما تفرق عنه أعوانه فتحصن فيه واستنجد بقبيلة ( جنب ) التي كانت تسكن هِرَّان وذمار فقتلوا من عسكر الإمام طائفة وكان بين جنب قتلى كثيرون، وفي سنة ( 569 هجرية ) – عندما كان الأيوبيون قد احتلوا أجزاءً كثيرة من اليمن – يذكر أن شمس الدولة " ثوران شاه بن أيوب " زحف شمالاً إلى ذمار واحتل هِرَّان عندما كان متجهاً إلى صنعاء بعد أن اعترضه في الطريق جند واستطاع التغلب عليهم وقتل منهم نحو ( سبعمائة قتيل ) ، وفي إشارة أخرى تذكر أن " ثوران شاه " دخل حصن هِرَّان سنة ( 570 هجرية ) وذلك بعد أن سار إلى ذمار فاعترضته قبيلة جنب في موضع يسمى ( رخمة ) شرقي ذمار فقتلوا من أصحابه نيفاً وستين رجلاً ثم دخل ذمار فأقام فيها أياماً ثم نهض إلى صنعاء فاعترضته قبيلة جنب وغيرها فقال لأصحابه ( قاتلوا على أنفسكم وإلا أخذتكم العرب وأين أنتم عن ديار مصر ) فاصدقوا القتال حتى انكشفت المعركة عن ( تسعمائة قتيل ) من قبيلة جنب ومن إليهم وانهزم بقيتهم وفروا إلى هِرَّان ، وفي سنة ( 582 هجرية ) استولى السلطان " طغتكين بن أيوب " على حصن هِرَّان بعد أن أخذ حصن حب وبعد سنة ( 611 هجرية ) - هناك فاصل زمني كبير بعده إشارة تاريخية في سنة ( 709 هجرية ) مع بداية قيام الدولة الرسولية - ، حصل ترتيب عسكري في حصن هِرَّان فقصدوا منطقة العساكر إلى الوادي الحار ، وفي سنة ( 710 هجرية ) كان الحصن لا يزال ذا أهمية عسكرية ، وفي سنة ( 713 هجرية ) برز مرسوم السلطان إلى الأمير " أسد الدين محمد بن حسن بن ثوران " بأن يخرج من ذمار ويحيط بحصن هِرَّان وينصب عليه المنجنيق ففعل ما أمر به، وفي عهد السلطان المجاهد سنة ( 737 هجرية ) أخذ هذا السلطان وعسكره حصن هِرَّان قهراً بالسيف في شهر ذي الحجة ، وهكذا نرى هذه الأدوار والوقائع التاريخية التي تعاقبت على هذا الحصن الأمر الذي أدى إلى اندثاره تماماً وأصبح خرائب وأطلالاً ويستغل ـ حالياً ـ حديقة عامة ومنتزهات لسكان مدينة ذمار  .

ب- مخلاف عنس : هو رأس مخاليف ذمار وساكنيه اليوم بعض قبائل " عنس بن مذحج " ، ويقال إنه منسوب " لعنس بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر " ، وهو مخلاف نفيس كثير الخير عتيق الخيل كثير الأعناب والمزارع والمآثر ، ومن المحافد العنسية ، مداقة وبوسان ورخكة وجبل لبؤة بن عنس ، وجبل إسبيل منقسم بنصفين إلى مخلاف رداع ، ونصف إلى مخلاف عنس وشماله إلى كومان رأس ما بين إسبيل وذمار ، ومن توابع مخلاف عنس ( زُبيد ) بضم الأول مع  " التصغير " ، وهي من مذحج من ولد زبيد ، وهو " منبه بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك بن مـعـدي كــرب الزبيدي " الشاعـر المشهور ، و " محمد بن الحسن بن عبد الله بن مذحـج الزبيدي الأندلسي الإشبيلي " ، وكان عالماً باللغة والأدب توفي سنة ( 379 هجرية ) ، وله من المؤلفات الواضح في النحو ومختصر العين في اللغة ومن أهم المعالم التاريخية والأثرية هي :-

1 - قرية المواهب : المواهب قرية من قرى مديرية عنس ، وتقع شرق مدينة ذمار تبعد مسافة ( 10 كم ) من عزلة منقذة ، ارتبطت باسم الإمام المهدي " محمد بن أحمد بن الحسن بن القاسم " الذي ولي الإمامة بعد المؤيد بالله " محمد بن المتوكل " سنة ( 1097 هجرية ـ 1686 ميلادية ) ، وذلك بعد نزاع شديد وحروب طويلة دانت له بعدها اليمن ، وكانت شخصيته عجيبة متناقضة الأهواء جباراً سفاكاً للدماء يأخذ المال من حلة وغير حلة كما قال عنه الإمام الشوكاني ، وقد اختط لنفسه المواهب وحاصره الإمام المتوكل على الله " قاسم بن حسين " حتى خلع نفسه عام ( 1129 هجرية ) ، وتوفي في السنة التالية سنة ( 1130 هجرية ) ، وقبره هناك ، وكان الإمام " المهدي " يلقـب بصاحب المواهب وعن هذه المدينة وصاحبها يصف المستشرق الفرنسي " جان دي لاروك " في كتابه " رحلة إلى العربية السعيدة " مستنداً إلى المعلومات التي حصل عليها من مذكرات بعض أعضاء البعثة الفرنسية الذين حلوا ضيوفاً على الإمام " المهدي " في مدينة المواهب مدة ثلاثة أسابيع بناءً على دعوة من الإمام وذلك في سنة ( 1712 ميلادية ) ، وفيما يتعلق بشخصية الملك فإنها تشتمل على البساطة ، وكان يرتدي شرشفاً رقيقاً أخضر أو أصفر اللون ليس فيه أي نوع من الزخارف ، وكان عاري الساقين والرجلين ، ويلبس الخف على الطريقة التركية ، أما ألبسته فهي لا تمتاز عن غيرها إلا بغطاء من الحرير الأبيض يسدله فوق عمامته ، ويعقده تحت ذقنه ، وقال أيضاً : أن الأبهة والعظمة من المظاهر التي لا تتماشى مع منصب الإمام ، وأما حياة الإمام " المهدي " الخاصة فهي تمتاز بطابعها الرتيب ، فهو ينهض من نومه مع شروق الشمس ، ويتناول الطعام في الساعة التاسعة ، وينام في الساعة الحادية عشرة حتى الثانية تماماً ، وعندئذ تقرع الطبول وينفخ الزمارون في آلاتهم ولرئيس الطبالين ميزة خاصة إذ يحق له أن يدخل غرفة الملك سواءً كان صاحياً أو نائماً ، وهو من الأتراك يلبس ثياباً رائعة ، ويعقد على وسطه حزاماً غريب الشكل فيه عدد من القطع والشرائط الفضية ، وعلى عمامته ورقة نخل موشاة باليد وسلسلة من الفضة ، تطوقها كالأساور في المعصم وعندما يعلن رئيس الطبالين أن الملك قد صحا من نومه يدخل عليه الأمراء والكبراء ويتحدثون معه ، وهناك مراسيم كانت متبعة وخاصة عند ذهاب الملك لصلاة الجمعة إلى سهل خارج المدينة حيث أنه لم يبن مسجداً في الحصن وذلك حرصاً على عدم وضع نفسه في مكان مغلق وخوفاً من أن يسطو عليه منافسوه أو يخونه أتباعه أما عن مدينة المواهب فقد شيدت على السفح الجنوبي من جبل صغير ، وعلى جبل صغير قريب منها شيد أيضاً قصر يسمى ( المواهب ) ، وهو منزل استراحة الملك يذهب إليه متى ما أراد الترويح عن نفسه ، وهذا القصر يشكل مع مدينة المواهب ومدينة ذمار القديمة شبه مثلث ، وهي على المسافة نفسها بعضها من بعض ، وعلى جبل غير بعيد مــن المواهب شيد المهدي حصناً يقيم فيه عدد من خيرة جنوده مع ذخيرتهم ومدافعهم ويلتجئ إليه الملك في حالات الطوارئ ليأمن من كيد أعدائه والمدينة بصورة عامة ليست كبيرة وأكثر بيوتها مبنية من الطين ، وتحيط بها أسوار من الطين أيضاً ، وخارج المدينة بعض القرى والحقول المحيطة بمدينة المواهب مزروعة بمحصول القمح بينما شجرة البن مغروسة في الجبال والأودية وهناك أيضاً الأعناب والأشجار ذات الفواكه ، تبلغ مساحة مدينة المواهب ( 500 م2 ) ، وأهم معالمها التاريخية والأثرية جامع وضريح الإمام المهدي ، وهو عبارة عن بناء مستطيل الشكل يتألف من بيت الصلاة بواسطة دعامات حجرية يرتكز عليها سقف المسجد ، وفي الناحية الجنوبية لبيت الصلاة يوجد الضريح وهو بناء مربع يرتكز على حنايا ركنيه وعقود مدببةٍ تحمل القبة ، ولا زالت تحتفظ بعناصرها الزخرفية المتمثلة بزخارف كتابية ونباتية نفذت بطريقة الحفر على الجص ، ومن النصوص الكتابية التي وجدت في واجهة بيت الصلاة تاريخ التأسيس ويرجع إلى سنة ( 1070 هجرية ) ، وفي الناحية الجنوبية الغربية للقبة توجد بقايا مبانٍ سكنية يبدو أنها كانت مساكن للإمام المهدي وحاشيته  .

2 - حمة ذئـاب :  حمة ذئاب قرية صغيرة من قرى مديرية عنس ، تقع إلى الشرق من مدينة ذمار على بعد          ( 35 كم ) ، ويحدها من الشمال وادي النصيرية ، ومن الجنوب جبل إسبيل ووادي الضايب والصفوح ودار القصر ، ومن الشرق وادي حوجمة ، ومن الغرب جبل ووادي نجد حمة ذئاب ، أتى على ذكرها القاضي " السياغي " بأن فيها معالم أثرية مختلفة .

شيدت حمة ذئاب فوق مرتفع من الصخور الجيرية يسمى ( حمة ) بارتفاع ( 40 م ) عن مستوى الأرض ، وبني على أنقاضه دور قرية حديثة بأحجار من الموقع ، ونتيجة لحفر الأهالي ظهرت واجهة شمالية لمبنى قديم طولها ( 9 م ) بأحجار سوداء مهندمة يتقدمه درج مرصوفة بأحجار ، وفي الواجهة المذكورة ثلاثة أحجار مميزة وضعت بشكل عمودي ضمن صف واحد من أحجار البناء ، تبعد إحداها عن الأخرى ( 2.47 م ) ، وفيها ثقوب مستطيلة أبعادها ( 18 × 11 سم )  يحيط بها خزنان مستطيلان تعلوهما صورة هلال بداخله زهرة ، وفي الناحية الشمالية بقايا أبنية حجرية عليها نقوش زخرفية مماثلة ، توحي أن هذه المنطقة كانت مجمعاً للمعابد ؛ إضافة إلى نقوش زخرفية على الحجارة تختلف عن أساليب الزخرفة السابقة ، وفي الضلع الجنوبي بقايا مدخل عرضه ( 1.5 م ) ، أما في الجنوب الغربي فهناك صهريج للمياه بيضاوي الشكل قطره ( 3.5 م ) إضافة إلى أحواض وآبار عديدة منقورة في أماكن مختلفة من الموقع ، ففي الطرف الشمالي لمرتفع الحمة تشاهد بركة عميقة تمتد من الشرق إلى الغرب أبعادها ( 9 × 2.30 م ) سمك جوانبها ( 80 سم ) مشيدة بالأحجار والقضاض ، وتصل في نهايتها الغربية بحوض ماء صغير عن طريق ساقية مشيدة بالحجارة ، وبالقرب من البركة المذكورة هناك بركة أخرى أبعادها        ( 7.25  × 4,10 م ) ، وبين دور القرية بئر طليت جدرانها الداخلية بالقضاض ، وعند فوهته حجرة من المرمر ( البلق ) ذو لون وردي ، ومن الشواهد الأثرية التي لوحظت في جدران المباني الحديثة قطعة من الحجر الحبشي عليها نقش بارز من أربعة حروف بالخط المسند ، وقطعة أخرى في مدخل أحد البيوت وقطع أثرية لدى بعض الأهالي عليها كتابات بالمسند وأخرى عليها سنبلة ومباخر حجرية ، وهناك أعمدة إسطوانية من حجر الحبش والأحجار الرملية قطرها ( 20 سم ) ، وأعمدة أخرى مثمنة الأضلاع طول الضلع ( 10 سم ) استخدمت في بناء مسجد للقرية ، ومن خلال اللقي الأثرية على سطح الموقع مثل الفخاريات وشقافات من أحجار المرمر يمكن من خلالها إرجاع تاريخ حمة ذئاب إلى الفترة السبئية أو بداية الدولة الحميرية .

3 - جبـل إسبيل : جبل إسبيل ـ بكسر الهمزة وسكون السين المهملة ثم باء موحدة مكسورة وياء مثناة  تحتية وآخره لام ـ ، وهو جبل عالٍ منيف شاهق واسع الأطراف يرى من بعد وكأنه الهلال في إبداره   أو معصم الحوار في استوائه ، يبعد عن مدينة ذمار شرقاً بمسافة ثلاث فراسخ تقريباً  ، يقع إلى الشرق من جبل اللسي بمسافة ( 10 كم ) ، يرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي ( 3200 متر ) وفيه العديد من القرى والآثار التاريخية ؛ وهي بقايا أسوار وأبراج وكتابات بخط المسند على بعض الأحجار ، وفي الجبل حمام بخاري يتردد عليه المواطنون خلال فصول السنة ، ويحتوي على سبع غرف صغيرة للاستحمام ، ومن قبائل إسبيل المقادشة ، وهم بنو علي وبنو عز الدين وبنو الحاج ومنهم الشاعرة المشهورة غزالة المقدشية من أعلام ( أواخر المائة الثالثة عشرة وبداية المائة الرابعة عشرة للهجرة ) ، ويشير القاضي " الحجري  "  في " معجمه مجموع بلدان اليمن وقبائلها " إلى جبل إسبيل بأنه من الجبال المرتفعة لأنه قائم على أرض من جبال السراة ويرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي ( 8000 قدم ) ، ويذكر " ياقوت الحموي " في " معجمه البلدان اليمانية " إسبيل بأنه حصن  يقول الشاعر :-  

بإسبيل كان بها برهة         من الدهر ما نبحته الكلاب

     كما يقول الشاعر :-

      إلى أن بدا لي حصن إسبيل طالعاً          وإسبيل حصن لم تنله الأصابع‘

4 - جبل اللسي : ورد ذكره في النقوش السبئية المتأخرة ( إسي ) ، ويذكره " الهمداني " أيضاً في كتابه " صفة جزيرة العرب " :  بالأسي في منطقة قرب ذمار إلى الشرق ( 25 كم ) وعلى ارتفاع ( 2800 متر ) عن مستوى سطح البحر ، وفيه معدن الكبريت وحمام طبيعي " ، وفي هذا الجبل العديد من المآثر والمناجم المعدنية كالفحم والكبريت والمغناسيوم وغير ذلك حسبما أقرته البعثة الجيولوجية السويدية التي زارت المنطقة  في عام ( 1959 م ) ، وفي قمة الجبل توجد قلعة عسكرية تركية يعود تاريخ بناؤها إلى القرن ( الحادي عشر الهجري ) ، ويقول الحاج " أحمد بن عيسى الرداعي " في أرجوزة الحج عن اللسي :

ثم معش ليلها إسي         :        حيث بنى حمامه النبي

ويشير " ابن المجاور " في كتابه " صفة بلاد اليمن " إلى اللسي باسم ( الشب ) ، وجميع حجره مدورة يمناه - وشامه ، ويمينه قطعة واحدة ، وفيه كهف يحتوي على ماء حار يغلي وكل مريض يمرض من أهل البلاد يأخذ منه فيد - كل على قدره - يعرى به على باب الغار ، وينزل وبعد ذلك يسبح في الماء ، وما يخرج منه إلا وهو متعاف ، وفوق منه - أي في قمة الجبل - مدينة مدور من جبالها ، وهي عند صاحب " معجم البلدان " أكمة سوداء فيها حمة تعرف بحمام سليمان يستشفون من الأمراض والجرب وغير ذلك ، أما القاضي " الأكوع " فيضيف جبل اللسي بأنه أكمة كبيرة كأنها الصبرة من الطعام ، وفي جوانبها فجوات يتفاعل معدن الكبريت الموجود بها ، وكان يستعمل إلى عهد قريب ، والحمام لا يزال يعرف باسمه ووصفه ، وكان الأهالي يتخذون من الكبريت الذي يستخرج مـن الجبل بعد تصنيعه باروداً في عهد استخدام البندقية ( أبو فتيلة ) وقد أصيب الجبل بأضرار في حادث زلزال ( 1982 م 5 - هَـكِـر+ أضرعة :

أ- هَكِــر:  بفتح الهاء وكسر الكاف وبالراء المهملة ، وهي من البلدان الحميرية المشهورة ، وهي مصنعة قائمة ، في وسطها حقل يحيط به تلال من يمناه وشماله ، وبجانبها قرية الأهجر وهي قرية خاربة من مديرية عنس ، ويقول الشاعر الحميري :-

                        وما هَكِر من ديار الملوك        :       بدار هوان ولا الأهجرُ

وهي مدينة  " لمالك بن سقار بن مذحج  " ، وكذلك حصن باليمن من أعمال ذمار ، وهي قرية أثرية تاريخية ، تقوم على أنقاضها قرية حديثة تحمل الاسم نفسه وترجع إلى مخلاف عنس وأعمال ذمار ، وتبعد عن ذمار شرقاً مسافة ( 35 كم ) ، طريقها حقل الديلمي بالقرب من ( يراخ ) إلى الجنوب الشرقي ، وهي مجرد قرية صغيرة بنيت على سطح الجبل وحولها العديد من الخزانات المنحوتة في سفح الجبل والتي كانت تستقبل المياه بواسطة مجرى خاص مُد لها من سد أضرعة ، وفي هَكِر العديد من المباني الحميرية التي لا تزال على وضعها بعد تحديثها وبنائها من جديد في العصور اللاحقة ، وهناك نقش بخط المسند على  مدخل المسجد يرجع إلى عام ( 281 ميلادية ) ، يذكر الملك " شمر يهرعش " ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات ، ونقش آخر يحمل اسم الملك " ياسر يهنعم " وكلا النقشين يتعلقان بمدينة هَكِر والمنشآت التي أقامها الملكان ، ومن ثم نستطيع القول أن هَكِر قد بنيت كمدينة في ( أواسط القرن الثالث للميلاد ) على يد الملك " ياسر يهنعم " مع قصر يتكون من طابقين وأن سورها وأبراجها وأبوابها وبرك الماء فيها قد بنيت عن أمر الملك " شمر يهرعش " ،  وهكر عند " الهمداني " جبل أبيض في عنس شيد عليه قصر .

ب - أضرعة : أما أضرعة فهي أيضاً تتبع بلاد عنس ، وتقع جوار ( هَكِر ) ، وفيها سـدا حبرة من السدود الحميرية أحدهما غـربي أضـرعة والآخر شرقها ، طول السد الغربي نحو            ( 100 ذراع ) ، وعرضه نحو ( 30 ذراعاً ) ، وارتفاعه نحو ( 70 ذراعاً ) ، وقد بقي منه نحو النصف قائماً إلى عهد غير قريب كالمنارة ، والسد الشرقي طوله نحو ( ثلاثمائة ذراع ) وعرضه  ( 24 ذراعاً ) ، وكان يخزن من الماء ثلاثة أضعاف السد الغربي ، وتدل آثار البناء على قدمه بنحو ألف سنة ، أما مخزن الماء فنحو ميل مربع وينسب للسدين آل حبرة - بكسر الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة والراء المهملة ثم التاء المربوطة - وهي بلدة خاربة قرب السدين ومجرى الماء نحو الميل أو يزيد عنه بين جبلين ، ويبلغ عمق السد ( 8 م ) تقريباً ، وأطـوال أحجـار البـناء تتراوح من ( 3 - 4 مترات ) خاصة التي في الأساسات ، كما استخدمت مادة الرصاص كمادة رابطة بين الأحجار ، بصورة عامة وهناك تجديدات متلاحقة طرأت على هذين السدين إلا أن سدود أضرعة من أشهر السدود التاريخية التي ترجع إلى فترة ما قبل الإسلام  .

6  - الأهجـر : الأهجر قرية من قرى مديرية عنس  بمحافظة ذمار ، وهي بلدة حميرية بالقرب من قرية ورقة وهَكِر بالشمال الشرقي من ذمار ( 12 كم ) ، وينسبها الإخباريون إلى " الأهجر بن شهران بن بينون بن منياف بن شرحبيل بن يتكف بن عبد شمس " يقول علقمة :-

                     أو لا ترين وكل شيء هالك‘               هَكِر فما أرجو لها من أهجرِ

وكانت الأهجر قد تعرضت للخراب ثم دبت إليها الحياة ، وسكانها اليوم بنو البخيتي ، وقبل الحديث عن الأهجر ينبغي أن نعرض سريعاً لبعض المصطلحات التي تتعلق بالمدينة اليمنية القديمة وتسمياتها ، وأول هذه التسميات هي ( الهجر ) والهجر بلغة أهل اليمن قديماً          ( هو المدينة ) ، وكانت تكتب بخط المسند ( هـ ج ر ن ) أي هجران والنون في آخر الكلمة تقابل أداة التعريف بلغتنا العربية الحالية أما بدون التعريف فتكتب ( هجر ) تماماً مثل هجر اسم المدينة الإسلامية المعروفة من قبل الإسلام في شرق الجزيرة العربية أو مثل هجر كحلان في وادي بيحان أو هجر ( امناب ) في وادي مرخة وغيرها  ويبدو أن الأهجر التي نحن بصددها هي مجموعة مدن متقاربة ترجع إلى فترة ما قبل الإسلام حسبما دلت عليه التنقيبات الأثرية في المنطقة .

ـ الموقع :  تقع الأهجر إلى الغرب من قرية ( ورقة ) شرقي جبل رفان ، وتحيط بها الأراضي الزراعية والأودية ، ويبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح البحر حوالي ( 3000 قدم ) ، وهي منطقة بركانية ذات صخور رسوبية .

ـ نتائج التنقيبات الأثرية في الأهجر :  أسفرت أعمال التنقيبات الأثرية التي أجريت في المنطقة من قبل فريق يمني إيطالي عام ( 1985 م ) عما يلي :-

- تحديد طبيعة القرية المعروفة بخربة الهجر بأنها موقع أثري لمدينة قديمة ، وذلك من خلال وجود كثير من الشواهد أهمها النقوش الكتابية بخط المسند التي عثر عليها .

- التعرف على بعض العادات والطقوس الجنائزية التي كانت سائدة قبل الإسلام .

ـ أما أهم المكتشفات الأثرية :-

   - تمثال صغير من الحجر الكلسي ( البلق ) لثور على قاعدة مستطيلة .

   - حوالي ( 22 آنية ) من الفخار مختلفة الحجم والشكل .

   - أربعة خناجر حديدية مكسرة .

   - سيف متكامل من الحديد مع مقبض من القرن .

   - خمسة أساور من البرونز .

   - قطع من النقود الفضية المتنوعة وغيرها من اللقى الأثرية القديمة .

ومن خلال هذه المكتشفات الأثرية التي وجدت في المقبرة الصخرية في الأهجر ، يمكن القول إن الجرف استخدم كمقبرة صخرية قديمة قرب الموقع السكني وفي أسفل جبل صخري يتصل بالأرض الزراعية من خلال طبقات جيرية تليها طبقة من الصخور الرملية المتحجرة ، ومن خلال تحديد الأوضاع المختلفة للمكتشفات بما فيها الهياكل العظمية يمكن القول بصفة أولية أن المقبرة في حالتها المكتشفة لم تكن في وضعها الطبيعي المتفق مع العادات الجنائزية لما قبل الإسلام نظراً لأن المقبرة تعرضت لعملية سطو في فترة زمنية لاحقة مما ترتب عليه تناثر محتوياتها بشكل عشوائي وأحداث تغيرات في أوضاع الهياكل العظمية وتهشيم الكثير من الأواني الفخارية ، وقد تبين من خلال الدراسة الأولية لهذه المكتشفات - وخاصة العملات والشكل العام للأواني الفخارية  والزجاجية - أن مقبرة الأهجر تعود إلى عصر الدولة الحميرية وعلى الأخص إلى الفترة الواقعة فيما بين ( القرن الأول قبل الميلاد والقرن الثاني بعد الميلاد ) 7 – قرية حورور : تقع قرية حورور جنوب غرب حمة ذئاب بمسافة ( 6 كم ) تقريباً ، يحدها من الشمال جبل وادي تالبه وغرباً جبل ووادي لبان وشرقاً جبل إسبيل ووادي المعلاف ، ويشير إليها القاضي " الحجري" في " معجمه مجموع بلدان اليمن وقبائلها " بأنها قرية المقادشة من مخلاف إسبيل في عنس وأعمال ذمار ويضيف قالت غزالة المقدشية تعاتب الشيخ " علي ناصر الشغدري " حين خرج مع الجيش النظامي إلى حورور:-

والله لو ما حورور يا علي ناصر        أف الحـدا ذي ترد الغيد من ظلمـان

حليت زغن النمرْ وانا عليكْ حادر              ما بين قيفي وكوفاني وبين ثوبــان

هي دولة الحق للفطرةْ وللعاشـر      نمير المشايخ تبا الطمعةْ لها عـدوان

8- قرية قُبَاتِل :

- قُبَاتِـل " بضم القاف وفتح الباء وكسر التاء وآخره اللام "  قرية من عزلة منقذة بمديرية عنس ينسبها الإخباريون إلى " قباتل بن جهران بن يحصب " .        

قال : علي بن زايد

                   لا  سقــى الله قُبَاتِـــل     :         ولا رحم من بناهـــا

                   ذريت بتسـعـه وتـسعين          :     جـات المائة لا سـواها

 

ويذكر " الهمداني " في كتابه " صفة جزيرة العرب " قباتل بأنها قرية من ضمن قرى جهران وأن فيها آثاراً حميرية وهي مع قرية ضاف قد آتى ذكرهما في بعض النقوش اليمنية القديمة .

- مكونات الموقع :شيد حصن قباتل فوق مرتفع جبل يتم الصعود إليه بواسطة درج في الواجهة الجنوبية مرصوف بالحجارة ويتقدم الحصن بناء مستطيل الشكل تبين من أساساته أنه مسجد وبجانبه بركـة للمياه أتساعها ( 5 م ) طولاً  ، ( 3 م ) عرضاً ، ( 8 م ) عمقاً ، وهي مدرجة إلى أسفل ويحتوي الحصن على مجموعة مدافن كانت تستخدم لخزن الغلال ومدفن آخر محفور في الصخر يقع في الناحية الجنوبية من الخارج وعلى بعد ( 50 م ) تقريباً شرقي الحصن توجد خرائب لمبانِ سكنية يبدو أنها شيدت في فترة لاحقة من بناء الحصـن  .                                         * المصدر المركز الوطني للمعلومات والحكومة الإلكترونيه

تصميم الموقع / علاء الدين علي محمد ميــــاس .الجمهوريه اليمنية . ذمـــــار . سوق الربوع حارة  المدرسه الشمسيه  تلفون 009676501364 جوال967.73883335

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Free Web Hosting