الحداء مديرية وقبيلة
في الجنوب الشرقي من ذمار بمسافة ( 31 كم ) ، ينسبها الإخباريون إلى " الحداء بن مراد بن مالك "
وهو " مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ " ، وتقع
مديرية الحداء فيما بين سهل جهران غرباً وخولان العالية شمالاً وعنس جنوباً
وناحية الخوبة وبني ضبيان من خولان شرقاً وبينهما عزلة بني بخيت وعزلة الكميم
وعزلة بني قوس وعزلة زراجة وعزلة ثوبان وعزلة كومان وعزلة بني جميل وعزلة عبيدة
العليا والسفلى ، وكل عزلة تشمل جملة بلدان وقرى ومزارع ، ومركز مديرية الحداء في
( زراجة ) ، ومياه الحداء تسيل جميعها في مأرب ، والحداء من البلدان الحميرية ذات
الآثار ، وقصر بينون في عزلة ثوبان ثم النخلة الحمراء في عزلة الكميم التي عثـر
فيـها في عام ( 1933 م ) على تمـثـالـي ( ذمار علي
يهبر وابنه ثاران يهنعم ) ملكي سبأ وذي ريدان ، وآثار أخرى في البردون ، وهي بلدة
في عزلة عبيدة السفلى من مديرية الحداء ينسب إليها الشاعر الأديب المرحوم " عبد
الله البردوني " مولده سنة ( 1925 م ) ، أفقده الجدري نعمة البصر في ( الخامسة )
من عمره وفي ( السابعة ) تلقى
دراسته في ذمار ثم أنتقل صنعاء ، وله أثنا عشر ديواناً شعرياً إضافة إلى عدد من
الكتب والدراسات الأدبية والفكرية توفى عام ( 1999م ) ، ومن مخاليف الحداء مخلاف
عبيدة، وفيه محل تبن وبه آثار قديمة ، ومخلاف بني زياد محل العقم ، وفيه سد للماء
، ومخلاف ثوبان وفيه نفق ( بينون ) ، ومخلاف بني بخيت به مدينة تسمى ( الأهجر )
فوق بني بداء ، ثم مخلاف كومان وبني حديجة ، وفيهما آثار حميرية عظيمة في محل
حطمة ، أما مخلاف الأعماس فيه جبل ( الضلع ) الذي يستخرج منه البلق الجيد ، ومن
الجبال الشهيرة وذوات الآثار فيها جبل ( خدق ) ، وهو بين قرى مخلاف الكميم وبني
زياد وجبل ( سعير ) وجبل ( سحار ) ومنها ( الحزقة ) بها آثـار عظيمة مثل المسجد
المتقن البناء ، والمزخرف سقفه ويشبه جامع صنعاء ومنها سد الكميم
المعروف .
ومن أهم المعالم
الأثرية والتاريخية في مديرية الحداء هي :
1- النخلــة : النخلة الحمراء قرية من قرى مديرية
الحداء تقع إلى الشرق من ذمار على بعد ( 35 كم ) ، ويحدها من الشمال قرية الزيلة
ووادي وجبال النقيل ، ومن الجنوب قرية الحـذفـة ووادي الجهارنة وجبال الصنمية ،
ومن الشرق جبال الحيد ووادي الحرورة ، وغربـاً قريـة رياش ووادي وجبال علان ،
وكان اسمها الـقديم " يكلى "
، يكلى هي مدينة خربة أعلى عزلة
الكميم بالحداء ، وتعرف باسم ( النخلة الحمراء ) حالياً ، ويورد " الهمداني " في
كتابه " صفة جزيرة العرب " ( يكلى ) ضمن مخلاف ذي جره ، وتنسب إلى " يكلى بن مالك
بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن حمير " ، وفي
حصن ( النخلة الحمراء ) يوجد بقايا من البناء يدهش الناظرين ، وهو بالأحجار
العظيمة ( البلق ) البيضاء المنجورة كأنها قطعة صابون ، ويضيف القاضي " السياغي "
أن كل حجرة متداخلة بما فوقها وتحتها لا يقدر أحد ينتزع منه حجرة واحدة ، وما كان
هذا به إلا بالحريق ، ويبدو أن المدينة قد تعرضت للحريق ، ويشير د . أحمد فخري في كتابه "
اليمن ماضيها وحاضرها " إلى أنه في عامي ( 1931 ـ 1932 م ) حفر( راثينس
ـRathiens ) في موقع النخلة الحمراء بأمر ولي العهد
آنذاك الأمير" أحمد " ووجد فيه آثاراً كثيرةً ، كما يذكر الأستاذ " عبد الله
الثور " في كتابه " هذه هي اليمن
" أن ولي العهد الأمير " أحمد " قد
وجه في عام ( 1939 م ) بالتنقيب عن الآثار في الموقع ، واستخرج عدة تماثيل منها
التمثالين البرونزيين المعروضين في المتحف الوطني بصنعاء .
2- تمثـالا (ذمار علي وابنـه
ثاران):-
تعتبر
التماثيل من أهم الشواهد الأثرية المكتشفة ، فهي تعطينا فكرة واضحة عن المعتقدات
والطقوس الدينية التي كان يزاولها الإنسان القديم في عصوره السحيقة ، كما أنها
تطلعنا على نوعية الملابس التي كانوا يرتدونها وكيفية تصفيف شعور رؤوسهم ولحاهم ،
وإذا نظرنا إلى فن النحت عند اليمنيين القدماء سنجد أن أعمال النحت نفذت على مواد
من الرخام والمعادن كالذهب والبرونز كتماثيل لبعض الملوك والسيدات ، وقد وجد
تمثال من النحت البديع في منطقة مكيراس للأعضاء التناسلية عند كل مــن الرجل
والمرأة ، ولربما يرمز ذلك إلى إله الخصب كما تشير السنبلة إلى ذلك أيضاً ، وهناك
تماثيل كثيرة عثر عليها في بعض المواقع الأثرية في اليمن ، وهي مصنوعة من البرونز
، ومن هذه المكتشفات عثر في مأرب سنة ( 1952 م ) على عدد غير يسير من تلك
التماثيل البرونزية منها تمثال معروض في المتحف الوطني يمثل شخصاً نقش عليه اسمه
، ويرجح أنه من أقدم التماثيل البرونزية التي عثر عليها حتى الآن ، وفي مدينة (
تمنع ) عاصمة دولة قتبان عثر على تمثالين من البرونز يمثل كل منهما لبوة بكفل أسد
يعتليها غلام عاري يمسك قوساً بيمناه ويقبض بيسراه سلسلة كانت تنتهي بطوق يحيط
بعنق اللبوة .
فالتماثيل اليمنية
البرونزية ( عموماً ) ذات قيمة متميزة ، فهي لا تتميز بكثرتها فحسب وإنما بجودة
صنعها ودقتها ، وأبرز هذه التماثيل التي عثر عليها حتى الآن هما تمثالا ( ذمار
علي وابنه ثاران يهنعم ) .
عثر على هذين التمثالين
عام ( 1931 م ) في النخلة الحمراء ( يكلى ) حيث وجدا مكسورين وقطعهما متناثرة
وصادئة ، وفي عام ( 1977 م ) عقدت اتفاقية بين اليمن وألمانيا الاتحادية
لترميمهما ومحاولة صياغتهما كاملين ( طبق الأصل ) ، وقد مرت عملية الترميم بثلاث
مراحل أساسية هي معالجة القطع وتشطيفها ، والثانية هي إعادة صب التمثالين صياغة
جديدة ،
( صورة طبق الأصل ) ، والمرحلة الثالثة هي إعادة التركيب ، وفي أواخر سنة
( 1983 م ) أعيد هذين التمثالين إلى اليمن وهما الآن معروضان في المتحف الوطني
بصنعاء وهما ذو تأثير .
- نبذه تاريخية عن الملك ذمار علي وابنه
ثاران: كان
" ذمار علي " وابنه " ثاران
يهنعم" من مؤسسي الدولة السبئية
الحميرية الموحدة أو ما عرف في الموروث العربي واليمني بدولة ( التبابعة ) ، وذلك
في ( الربع الأول من القرن الرابع الميلادي ) ، وكان قد سبقهما " شمر يهرعش " الذي حكم اليمن من أدناه إلى أقصاه
تحت اسم ملك " سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات " ، وبعده بعدد من السنيين كرس "
ذمار علي " ثم ابنه " ثاران يهنعم " ذلك الواقع الذي استمر حتى الغزو الحبشي
لليمن عام ( 525 م ) ؛ ومما يؤيد ذلك أن " ذمار علي " وابنه " ثاران " قد حازا
على اللقب الملكي في هذه الفترة حيث نقش بالخط المسند على صدري التمثالين عبارة
ملكا سبأ وذي ريدان وهما " ذمــار علي " وابـنـه " ثاران " قد أمرا بأن يصاغ لهما
هذان التمثالان من البرونز ، وقررا أن يقدماهما إلى أنصارهما ورجالهما من أسرة
بني ذرانح وعلى رأسهم ثلاثة من كبار هذه الأسر ، وهم " بأهل أخضر" و " شرح سميدع
" و " ماجد " ، وذلك لكي ينصب هذان التمثالان على مدخل المنتدى أو بهو الاستقبال
والجلوس والمداولات أي ( المسود ) الخاص ببني ذرانح التابع لقصرهم المسمى ( صنع )
القائم في النخلة الحمراء ( يكلى ) قديماً في أراضي الحداء – وقد شرح هذا النقش
وعلق عليه الأستاذ " مطهر الإرياني
" –
.
وبصورة عامة فإن لهذين
التمثالين دلائل حضارية وتاريخية كونهما يمثلان شخصيتين بارزتين في تاريخ اليمن
القديم لعبت دوراً كبيراً في توحيد اليمن أرضاً وشعباً ، كما يبرزان ـ أيضاً ـ
الصلات
الثقافية بين حضارة
البحر المتوسط وجنوب الجزيرة العربية من خلال الكتابة القصيرة بالخط اليوناني
الذي ظهر في الركبة اليسرى للتمثال ، كما نلمح فكرة أخرى هي أن الختان لم يكن
معروفاً في تلك العصور القديمة عند الإنسان اليمني القديم
.
3-شممه
:
- الموقع : تقع شممه في قرية من قرى مديرية الحداء
في الناحية الشمالية الشرقية من موقع " الحطمة بني حديجة " في كومان المحرق في
شعب يسمى ( شعب المسجد ) على حافة وادي شممه الذي كان يجري فيه غيل على مدار
العام مما جعله موقعاً صالحاً للاستيطان قديماً وحديثاً حيث انتقل إليه عدد من
سكان القرى المجاورة تمهيداً للاستيطان واستصلاح الأراضي الزراعية القديمة ، يذكر
" الهمداني " في كتابه " صفة جزيرة العرب " كومان المحرق : " هي مخلاف من بلاد
الحداء ، وتنسب إلى " كومان بن ثابت من آل حسان ذي الشعبين " وهو قسمان كومان
المحرق وكومان سنام ، وهم من بلاد وحاظة ثم من حمير ، ويصل كومان إلى بلاد ذي جرة
بن نمرة بن مذحج " ، ويقول "
الهمداني " في موضع آخر عن لفظة ( شمام ) إنه كان فيه معدن وفضة وبه آلاف المجوس
يعملون المعدن ، وبه بيتا نار يعبدان ، ومن معادن شمام الفضة والصفر ومعدن الماس
، وتشتهر شممه الآن بين الأهالي بكونها تحتوي على حجر يسمى ( حجر شممه ) والذي
يؤكده " الهمداني " أعلاه فيما يروي الأهالي عدداً من الأساطير حول هذا الموقع
.
4 - شـميـر: شمير ( بالتصغير ) ربما كان
حصناً ، أو معبداً وهو الأغلب ، يوجد في الناحية الشمالية الشرقية من موقع ( شممه
) على جبل يسمى ( شمير ) حيث يلاحظ في الناحية الجنوبية بقايا المقابر ، وإلى
جانبها مبانٍ حجرية جنائزية ، تتوزع إلى ثلاث مجموعات مختلفة
.
5- بينون
:
- الموقع :- بينون ، جبل ، نفق ، حصن ، وتوجد هناك
( حالياً ) قرية صغيرة ، تقع بينون شمال شرق ذمار مقابلة لكراع حرة كومان في
مديرية الحداء وعزلة ثوبان جوار قرية النصلة وعلى مسافة ( 54 كم ) من مدينة ذمار
.
بينون ينسبها " بامخرمة
" إلى " بينون بن محمد بن عبد الله البينوني " روى عن " مبارك بن فضالة " وعنه "
محمد بن عيسى بن الطباع " وطبقته ،
ويذكرها " الهمداني " في كتابه الموسوعي " الإكليل ج8 " بأنها هجرة عظيمة وكثيرة العجائب
وفيها قصر الصبايا وإن الملك الحميري "
أبو كرب أسعد الكامل " كان يتخذها واحدة من قواعد حكمه
.
وبينون حصن من حصون
حمير الشهيرة في أعلى جبل مستطيل ، وفي ذلك الجبل طريق منقورة في وسطه قد تهدمت
وهذا الجبل متوسط بين جبلين تفرق بين كل أرض فيها مزارع ، وكان في سفح الجبل
الشمالي عين تسمى غيل ( نمارة ) تسقي الأرض التي بينه وبين بينون ، وفي الجبل
الجنوبي طريق منقورة في بطنه على طول ( مائتي ذراع ) تقريباً يمر منها الجمل
بحمله ، وهي باقية إلى الآن ، وفوق باب الطريق من الجانبين كتابة بالمسند الحميري
، ومن هذا الطريق ساقية قديمة قد تهدمت كانت تصل غيل هجرة إسبيل بالأرض الواقعة
بين حصن بينون والجبل اليماني أي
الجنوبي لتسقي هذه الأرض من غيل الهجرة ؛ ولشهرة بينون ومبانيها فقد أتى ذكرها
كثيراً في أخبار حمير وأشعارهم ، قال ذو جدن الحميري
:-
لا تهلكنْ جزعاً في إثر
من ماتا
فإنـه لا يرد الدهــر من فاتا
أبعد بينون لا عين ولا
أثــر؟
وبعـد سلحين يبني الناس أبياتا
ورغم شهرة هذه المدينة
وتردد ذكرها في مسامع أهل اليمن في أوائل العصور الإسلامية وبعدها إلى حين ، إلا
أن ذكراها انقطعت بعد ذلك ، وطمست من أذهان الناس ، ولم يعرفها إلا أهلها الذين
ظلوا أحفاداً أوفياء لتلك المدينة العريقة ، ومعهم المهتمون بعلم الآثار والتاريخ
تتألف بينون القديمة من واديين يتوسطهما جبل منفرج في وسطه ، وأبرز قمم هذا
الجبل
( النصلة ) ، ومن أهم معالم بينون بقايا آثار وحجار منقوشة بخط المسند
مزينة بزخارف جميلة ولكن أهم آثار بينون العجيبة كما وصفها " الهمداني " ثلاثة هي
:-
أ- بقايا
القصر : وقد كان يمثل أروع مبنى في المدينة ،
ويقع في قمته حصن منيع يحيط به أكثر من سور ، وتدل آثار القصر على أنه كان مشيداً
بحجارة مستطيلة مهندمة ومتعددة الأنواع والألوان ، وقد ذكره " الهمداني " في
كتابه الموسوعي " الإكليل ج8 " في أبيات من الشعر ينسبها لأسعد تبع
:-
وبينون منهمة بالحديـد
ملازبها الساج والعرعـر‘
وشهران قصر بناه الذي
بنا بينون قـد يشـهــر‘
ب-
النفقان : أعظم عمل هندسي في مجال الري والزراعة
نفذا في نحت صخور جبلين ، نحتاً في أصولهما ، والغرض من النفقين إحكام مجرى تحويل
السيول من وادٍ إلى آخر ، ويعتبر " الهمداني " ذلك
القطع في الجبل من عجائب اليمن التي ليس في بلد مثلها ، وتأتى المياه من وراء جبل
النقوب عبر النفق إلى وادي الجلاهم لتجري إلى النفق الآخر عبر جبل بينون باتجاه
وادي نمارة ، وحال ما تغادر النفق تجتمع في سد يقع في أعلى وادي نمارة الذي تمتد
أراضيه الخصبة مساحات شاسعة .
ونفق جبل بينون مسدود
بسبب انهيار مدخله ، أما نفق النقوب فما زال على أوثق حال ، ويبلغ طوله ( 150 متر
) وعرضه ( 3 أمتار ) وارتفاعه ( 4.5 متر ) ، وفي داخل النفق فتحات جانبية يعتقد
أنها عملت لتثبت فيها ألواح أو
أحجار لتنظيم سرعة تدفق السيول ، وتخفيف اندفاع المياه قبل أن تخرج من النفق إلى
ساقية الوادي .
ج -
الكتابات : توجد نقوش مكتوبة بخط المسند - بخط
غائر - في أعلى مدخل هذا النفق تتضمن أن النفق شق ليسقي وادي نمارة ، وفي مدخل
النفق نقشان آخران أحدهما مطموس أما الثاني فيمكن قراءة معظمه ، ويدل محتواه على
أنه دون نذراً من أحدهم واسمه " لحيعثت بن زعيم " إلى معبوده ( عثتر ) بمناسبة
افتتاح النفق ، إلا أن أهم النقوش التي عثر عليها في بينون تذكر اسم " شمر يهرعش
" ( ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات ) ، وقد جاء في النقش ذكر سنة البناء
بالتقويم الحميري المعروف وهي ( 420 ) ، وتوافق هذه السنة بالتقويم الميلادي
حوالي ( 305 ميلادية ) ، ويرجح الدارسون أن نهاية المدينة كانت في حوالي عام ( 525 ميلادية ) عندما دخل
الأحباش اليمن وأنهوا دولة حمير ، ولكن تظل بينون بقصرها وأنفاقها شواهـد مادية
باقية على روعة إنجاز الإنسان اليمني وعلى هندسته البديعة في إنشاء
منشآته الشامخة التي
تواكب التطورات الحضارية الراقية .
6- جبل حيد الكميم :
الموقع
: جبل حيد الكميم ( الصورق ) : يقع جنوب
موقع النخلة الحمراء بمسافة ( 3 كم ) ، يحده من الشمال جبل قمقمه ووادي شباغه ،
وجنوباً جبل عرعر ووادي خلا ، وشرقاً قرية الهجرة وقهلانٍ قرية من عزلة الكميم
وبها حصن قهلان .
- حيد الكميم أحد
الجبال المحيطة بمنطقة الكميم ، وفي رأسه حصن منيع به آثار وبنايات حميرية، ويضيف القاضي " السياغي " أن هناك سد لا
تزال عمارته قائمة تسقى به مزارعهم حتى ينضب الماء فيه ، وفي قمة جبل صورق ماجل
ينحدر سيله إلى السد المذكور .
يرتفع موقع حيد الكميم
أكثر من ( مائة متر ) عن الوديان المحيطة به ، وكان يشكل هذا الموقع حامية عسكرية
عثمانية بنيت على أنقاض حصن قديم يتم الصعود إليها عبر طريق متعرج مرصوف بالحجارة
من الناحية الغربية ، ويحيط بالموقع سور منحنٍ تدعمه على مسافات غير منتظمة أبراج
دفاعية إسطوانية ومزاغل طولية ، وقد شيدت القلعة بأحجار ضخمة غير مهندمة ، وفي
الكتف الشرقي للمرتفع بقايا حوض للمياه بيضاوي الشكل أبعاده ( 7,85 × 3,65 م ) ،
وعمق
( 2,20 م ) معمول بأحجار
سميكة ويكسوه القضاض ، وله ساقيتان إحداهما في الجانب الشرقي عرضها ( 65 سم ) والأخـرى في الناحية الجنوبية
عرضها ( 30 سم ) ، وهناك خزان غير
منتظم الشكل طوله ( 32 م ) أقيم في منخفض محصور بين بروازين صخريين في سطح الجبل
، وشيدت له جدران من الأحجار ومادة القضاض
.
7 - قرية الحطمة : الحطمة بني حُدَيجة ( حُدَيجة بضم الحاء
المهملة وفتح الدال المهملة ) بلدة في الحداء إلى الشرق من قرية ( حاجب ) وجنوباً
وادي دهمان وجبل السايلة وشرقها وادي الزيادة وغرباً وادي وجبل غول عينه، ويورد
القاضي " السياغي " في كتابه " معالم الآثار اليمنية " أن منطقة بني حُدَيجة غنية
بآثارها العظيمة وفي أعلى قرية الحطمة بارتفاع ( 25 م ) تقريباً عن الوديان
المجاورة شيدت على أنقاض الموقع القديم قرية الحطمة الحديثة ولا يزال الأهالي
يستخدمون الأحجار القديمة لغرض بناء منازلهم الحديثة حتى أن بعض البيوت أقيمت فوق
أسس أبنية قديمة بأبعادها الأصلية ، وفي واجهات بعض بيوت القرية صف من رؤوس
الوعول الرمزية تحتها حزاوز عميقة تبدو وكأنها مستطيلات عمودية غائرة داخل أطر
مستطيلة أيضاً ، كما تنتشر في الموقع كثير من قطع الأحجار المهندمة والشقافات
الفخارية مع أعمدة من حجر المرمر ، كما يوجد ختم إسطواني لدى أحد أبناء القرية من
حجر رمادي اللون قطره ( 4 سم × 3.5 سم ) ، عليه حروف بخط المسند ، وعند أكتاف
مرتفع الضليعية شرق الموقع هناك كهوف منقورة في الصخر مختلفة المستويات في
الارتفاع ، ويشاهد في مدخلها نقوش بخط المسند ، وفوق مرتفع الضليعية المكون من
صخور الحبش يوجد حوض كبير يعرف باسم ( بركة الزيادة ) مربع الشكل تقريباً ، وفي
وسطه عمود ذو أربعة أضلاع استخدم لقياس مناسيب المياه ، وعلى واجهته الجنوبية
كتابات بخط المسند غير واضحة ، وعند أسفل مرتفع الضليعية يوجد نفق كبير منحوت
بآلات حادة طوله ( 260 م ) يربط بين وادي غربي المرتفع ووادي غول ، ويتراوح
ارتفاع هذا النفق ما بين ( 7 - 10 أمتار ) وعرضه ما بين ( 2,40 - 2.60 م ) ، وعند فتحته الغربية دكات عريضة في
الأعلى ، وأمامها في الوادي زيادة تراكمات من أحجار كبيرة وصخور جيرية ربما كانت
تشكل حاجزاً لتصريف المياه الفائضة عن استيعاب الوادي عبر النفق المذكور إلى وادي
غول لوبار في الجانب الثاني من المرتفع عن طريق منفذين يشكلان الفتحة الشرقية
للنفق ، وهما مغلقان بأنقاض من الأحجار الكبيرة ، والحقيقة أن مثل هذه الأنفاق
العملاقة والمقطوعة لمسافات طويلة تحت المرتفعات الصخرية بطريقة النقر تدل على
العزم والتصميم لدى اليمنيين القدماء.
8- سد العقم :- هناك بعض المواضع في اليمن تعرف باسم (
العقم ) أو العقمة ، ومنها العقم في بني زياد في مديرية الحداء وبه آثار سد قديم
، وغالباً ما يكون في المواضع المعروفة باسم العقم أو العقمة إما سد قديم أو تكون
كحاجز على وادٍ تجري فيه السيول في موسم الأمطار ، وعقم أو عقمة في الأصل من
مصطلحات الري والزراعة في اليمن قديماً وحديثاً ، وهي مشتقة من الجذر ( عقم )
بمعنى ( حجز وسد
) ، ومنها معقم من مصطلحات البناء ويعني ( عتبة الباب ) ، ولا نجدها بالمعاني
المشار إليها في تراث اللغة العربية الفصحى ، وقد جاء عند " نشوان بن سعيد
الحميري " في مؤلفه " شمس العلوم " أن أهل اليمن يستخدمون في لغتهم ( العقم )
بمعنى السد ، حاجز لحماية قطعـة الأرض المزروعـة ، ولا تـزال المصطلحات ( عقم
ومعقم ) تستخدم حتى اليوم بالمعاني المذكورة ومنها ( العقم ) في محل بني زياد
بالحداء ، وبه آثار سد قديم وهو سد للماء على أرض متسق قد تهدمت جوانبه وبقي
الوسط قائم البنيان حتى الآن وشيدت عمارته وفق تخطيط هندسي محكم وبعناية ، وفي
المنطقة عدد من الحصون الأثرية المنيعة .
شيد السد في وادي ضيق
تعرض لتعرية شديدة ، وصل عمقها إلى الصخور النارية ذات اللون البني الغامق ، كانت
مساحة السد في الأصل ( 90 × 15 م ) ، ومتوسط ارتفاعه فوق قاعدة الوادي ( 14 م ) ،
ويستخدم لري الحقول الواقعة على اتجـاه مجرى السيل وتصرف من خـلال فتحة صغيرة
تحـت السـد ، وعلى جانب اتجاه مجرى الوادي في الناحية الجنوبية الغربية واجهتان
لمبنى السد الواجهة الأولى شكلت من كتل حجرية كلسية وضعت أفقياً في صفوف متراصة
على شكل خطوط بارزه للأمام - وبطانة جسم السد عبارة عن حشوة من القطع الخشنة
الغير متماسكة وهي دبش من الحجارة - أما الواجهة الثانية سمكها ( 3.5 م ) وهي
ملامسة للاتجاه المضاد لواجهة السد الأمامية ، وتبدو أنها إضافة متأخرة مبنية
بأحجار ضاربة إلى الحمرة قطعت من جبل يبعد ( 3 - 2 كم ) ، بلغت الكمية الصغيرة
للغمر الإرسابي المتراكم على الجانب الأعلى من السد حوالي نصف ارتفاع السد فقط ،
وهو يوحي بأن السد لم يبق فترة طويلة من الزمن حتى يمتلئ كاملاً حتى أعلاه ،
ومحتمل ألاَّ يكون قد تعرض لتصدع في مرحلة مبكرة إلى حد ما من تاريخه ، وتبين أن
مظهر الواجهة الثانية تعود إلى فترة متأخرة أفضل من كونه واجهة ثانوية ، وربما
كان بناؤها يمثل محاولة لتقوية السد المتداعي للانهيار أو لإعادة حجر الوادي ،
وفي هذه الحالة استخدم البناء كدعامة ، وعموماً فإن متوسط مساحة المنطقة التي كان
السد يرويها تبلغ حوالي من ( 60 - 90 هكتاراً )
.
9- يفعــان ، يكــار
:
أ- يفعان
: هي قرية في الحداء ، ويفعان أيضاً اسم
حصن في عزلة السوادة من ريمة ، ويسكن هذه القرية بنو شجرة ينسب إليها بنوا الشجري
، وهم في الأصل من بني السحولي .
ويفعان جاء ذكرها في
لغة النقوش اليمنية القديمة بصيغة ( ي ف ع ن ) منها النقش الموسوم بــ
( C88
) على أسماء
بعض من المعابد أو مناطق اليمن القديم التي تتميز بالعلو أو الإشراف على من حولها
، أما المعالم الأثرية في المنطقة تقع في الجهة الغربية من جبل السواد ، وهي
عبارة عن خرائب مندثرة
بأحجار كلسية ضخمة شيدت في رأس ربوة مرتفعة ، ويطل الموقع على واديين رئيسيين هما
وادي محذرة ووادي قاع السوادة الذي يربط بين عنس والحداء ب- يكـار: هي قرية أثرية في عزلة زراجة بالحداء ،
وهي قرية في قاع جهران تنسب إلى " يكار بن جهران بن يحصب "
، وكانت تعرف باسم ( يكاران ) بلفظ التثنية ، ولها حصن وكانت من أعمال آنس ناحية
جهران ، وليكار هذه قصة عجيبة ، وهي أن بني " بخيت " من قبائل الحداء أخذوا بقر
أهل يكار ظلماً واقتسموها بينهم وتبقى منها ثور أتفق بنو " بخيت " على أن يستسقوا
بالثور الوحيد الباقي ، وبعد الاستسقاء وقع المطر على مزارع يكار محل أصحاب البقر
المنهوبة ، ويورد " الهمداني " في كتابه " صفة جزيرة العرب " ، يكار ضمن قرى
جهران باسم كاران وفيها حصن بالقرب من قرية الزيلة والنخلة الحمراء ، أما المعالم
الأثرية لموقع يكار فهي عبارة عن بقايا خرائب وتلال متناثرة من المباني وتظهر على
السطح بعض الأحجار المهندمة التي شاع استخدامها في الأبنية القديمة التي ترجع إلى
فترة ما قبل الإسلام
.
10- العماريـة :- بلدة في الحداء
إليها ينسب بنو العمري ، وهم من بيوت العلم في اليمن ومن مشاهيرهم القاضي العلامة
" عبد الله بن حسين بن علي العمري " ، ومن العمارية أيضاً " محمد بن عبد الله
العمري " الذي كان مولده سنة ( 1334 هجرية ) ، وله مؤلفات علمية منها " صور من
حياة أديار اليمن وشارك في طبع العديد من كتب العلوم الهامة مثل – الجزء العاشر
من الإكليل وشرح رسالة الحور العين
لنشوان الحميري والتوضيح وشرح التنقيح في علم الحديث ، وكان شقيقه الدكتور " حسين عبد الله
العمري " قد أسهم بنصيب وافر من المؤلفات منها ( كتاب مائة عام من تاريخ اليمن
الحديث ، مجلة المنار ، نصوص ودراسة عن حياة الشوكاني ، ومراجع في تاريخ اليمن في
المتحف البريطاني ، كما عمل على تحقيق ونشر ديوان الشوكاني ، وكذا كتاب تاريخ
مدينة صنعاء للرازي ) .
ومنطقة العمارية تقع في
الجانب الشرقي من ذمار على بعد ( 30 كم ) ، أهم معالمها حصن شيد في قمة جبل كان
يسكنه بنو العمري ويحيط بالحصن بقايا سور من الحجارة ، وفي الناحية الشرقية برك
مبنية بالحجارة والقضاض ، وقد زود الحصن بخندق ينفذ إلى أسفل الجبل ، وفي المنطقة
المجاورة للحصن كان يوجد ينبوعان للمياه الأول يسمى غيل المعقد ، والثاني غيل
المعين ، كما تحتوي المنطقة على عدد من الخرائب والمقابر المندثرة
.
11-بني بداء ، خربة
شعيل ، حيد قنبة :
أ- بنو
بداء: من قبائل الحداء وأهلهم من بني بخيت
ولهم مصنعة عجيبة تعرف بمصنعة بني بداء ، لها طريق واحدة منحوتة في عرض الجبل ،
وعن صاحب " معجم البلدان والقبائل اليمانية " ذكر مصنعة بني بداء من حصون مشارف
ذمار لبني عمران بن منصور البدائي ، وبداء – بنو كتاف في صعدة - منهم " بداء بن
الحارث بن معاوية " من بني ثور قبيلة من كندة وفي منطقة جبلة " بداء بن قتبان بن
ثعلبة بن معاوية بن الغوث " وفي مراد أيضاً " بداء بن عامر بن عوثبان بن زاهر "
.
ب- خربة
شعيل :
تقع في أعلى وادي أذنة وتحتوي على بقايا أبنية مهدمة ارتفاع الجدار فيها (
1.5 متر ) وفيها مقابر تعرف باسم مقبرة السبلة ، ومقبرة الجبل ومقبرة بابل مساحة
القبر (
2.4 متر ) على بعضها كتابات إسلامية تؤرخ تاريخ الوفاة
.
ج- حيد
قنبة : يقع في الناحية
الشرقية من قرية المصنعة ( بني بداء ) ، وهو عبارة عن حصن دفاعي شيد في أعلى ربوة
صخرية مرتفعة تطل على وادي حيكان ، وللحصن مدخل واحد فقط في الناحية الشرقية ،
ومن المعالم الأثريـة الشـاخـصـة فـي القمـة بـرك مبنيـة بالحـجـارة والقضاض
أكـبـرهـا ( 5 م ) طولاً ، ( 4 م ) عرضاً ، ( 3 م ) عمقاً ولها درج
تصل إلى باطنها
.
المصدر * المركز الوطني للمعلومات
والحكومة الإلكترونية